نجح الفريق الطبي في مستشفى حميات دمنهور وقسم السموم بمستشفى إيتاى البارود المركزي في البحيرة في إنقاذ طفل "عامين" من الموت المحقق بعد إعطائه ٣٠ جرعة من مصل الثعبان حيث لدغته كوبرا الطريشة.
وعندما رأى أهل الطفل الذى لم يتجاوز العامين، ما أصاب طفلهم من لدغ الكوبرا «الطريشة» له ، أصيبوا جميعًا بالزعر والهلع خوفًا من فقدانه، وحمله أحدهم على ذراعيه وسارعوا به جميعا للمستشفى لمحاولة إنقاذه، ولم تكن الثواني تمضي، بل كأن الزمن توقف، أو أصابه عَطبٌ وسكون، فكانت الثواني والدقائق تمر عصيبةً عليهم كأنها الدهر كله، وهم يَعْدُون فى مضمار الخوف والهلع، ويتسابقون مع الزمن للوصول للمستشفى، فكانت المسافة من منزلهم بقرية نديبة التابعة لمركز دمنهو ، وصولاً لمستشفى حميات دمنهور ، أشبه بالمسافة بين الأرض والقم ، من إحساسهم بأن الوقت لا يمضي، وأنها بعيدةٌ جدًا جدًا .
اقرأ أيضاً| وكيل صحة البحيرة يتفقد أعمال القافلة الطبية العلاجية بقرية الأبعادية بدمنهور
حتى وصلوا اليها وهم يحملون الصغير، ويلهثون به مرورًا من باب المستشفى، متلهفين الوصول إلى الإستقبال ، وهم ينظرون إليه بحسرةٍ وألم ، خوفًا من المصير المجهول، والفاجعة المؤلمة .
واستقبل الأطباء الطفل فى تمام العاشرة مساءً، بعد مرور أكثر من نصف ساعة على تعرضه للدغ الكوبرا ، وتم حجز الطفل بالإستقبال، وعلى الفور تم التعامل مع الحالة، حيث قام الأطباء بإجراء التعليمات والبروتوكول المتبع من وزارة الصحة، وإعطائه العلاج اللازم ، وإجراء التحاليل اللازمة، وتم سحب كافة التحاليل الطبية حسب البروتوكول من غازات بالدم وسيولة وصورة دم ووظائف كلى.
وفوجئ الأطباء بتوقف عضلة القلب، وهنا ظهرت ملحمة بطولية جسدها الدكتور محمد صلاح ، الذي لم ييأس، وقام بعمل انعاش قلبي رئوي، وتركيب انبوبة حنجرية ، ليعود قلب الطفل للنبض من جديد ، وقام الدكتور محمود الغنام مدير المستشفى ، بالتواصل الدائم طوال الليل مع المسئولين بالمديرية لتوفير المصل اللازم ، كذلك قام بفتح قناة اتصال مع أساتذة السموم بجامعة الإسكندرية ، ليستفيد من خبرتهم ، وعندما أرسل لهم صورة للثعبان بعدما قام أهل الطفل بقتله ، أفاد أساتذة السموم بأن هذا ثعبان كوبرا ، وتم التعامل مع الطفل واعطائه المصل اللازم حسب تلك المعلومة،
وتم إعطاؤه ٢٠ جرعة من مصل الثعبان، واستقرت حالة الطفل، وعندها تنفس الجميع الصعداء، تم التنسيق الفوري مع مركز السموم بمستشفى ايتاي البارود، لنقل الطفل اليهم ليستكمل العلاج بوحدة السموم .
وتم إستقبال الطفل بمستشفى ايتاي البارود، وهو يعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية، وتدهورت حالته بشدة، وجرى التعامل مع الحالة وفق البروتوكولات العلمية، وحجزها بوحدة السموم ووضعها علي جهاز التنفس الصناعي، وقام الفريق الطبي بإعطائه ١٠ جرعات إضافية من مصل الثعبان ، مع المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة يوميًا، تحت إشراف الدكتورة رباب بركات، رئيس وحدة السموم بالمستشفى.
واستقرت حالته وغادر المستشفى بصحبة أهله، وسط فرحة عارمة بسلامة الشفاء والرجوع للمنزل بعد تلك المعاناة الرهيبة التى عاشوها خلال تلك الفترة.
ومن جانبه، أشاد الدكتور هاني جميعة وكيل وزارة الصحة بالبحيره بجهود ونجاح الفريق الطبي المشارك فى انقاذ حياة الصغير، وعلى سرعة ما تم من إجراءات طبية ساعدت على إنقاذه، مؤكدا أن ذلك يأتي فى إطار اهتمام الدولة المصرية بتطوير المنظومة الصحية والعلاجية لتقديم خدمات طبية متميزة.
وأعرب وكيل الوزارة عن خالص شكره وتقديره للفريق الطبي بحميات دمنهور ومستشفى إيتاى البارود، وفريق التمريض ، وكافة الفنيين والعاملين بهما، تقديرا لمجهوداتهم ودورهم الكبير في تقديم خدمة طبية ذات جودة تليق بالمواطن المصري .
وقدم الشكر للجميع وعنهم د. محمود الغنام ود. رضا بكر مديري المستشفيتين .
